صفات أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
كان الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، من أبرز صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشتهر بصفاته الحميدة وأخلاقه الرفيعة، نذكر منها:
الصدق والأمانة
امتاز أبو سعيد الخدري بالصدق والأمانة في أقواله وأفعاله، وقد شهد له بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدة مناسبات، ومن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صدق أبو سعيد، هو من أهل الجنة”.
كان أبو سعيد الخدري حريصًا على أن يبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعه منه، ولم يرو عنه إلا ما عرفه وحفظه، وكان يمتنع عن الرواية إذا لم يكن متأكدًا من صحتها.
ومن شواهد صدقه وأمانته ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب”.
العلم والعبادة
كان أبو سعيد الخدري من العلماء الفقهاء، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ألف حديث، وكان من أكابر التابعين، وكان الناس يطلبون منه الفتوى في المسائل المختلفة.
كان أبو سعيد الخدري من عباد الله الصالحين، وكان محافظًا على السنن والنوافل، وكان يقوم الليل ويصوم الدهر، وكان يعتكف في المسجد النبوي في العشر الأواخر من رمضان.
ومن شواهد علمه وعبادته ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة المسيح الدجال”.
الشجاعة والإقدام
كان أبو سعيد الخدري من الشجعان الأبطال، وقد شهد غزوات كثيرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها غزوة بدر وأحد والخندق وحنين وغيرها.
كان أبو سعيد الخدري لا يهاب الموت في سبيل الله، وكان يقدم في الصفوف الأولى في المعارك، وكان من الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة.
ومن شواهد شجاعته وإقدامه ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في طاعون فهو شهيد، ومن مات ببطنه فهو شهيد، والغرقى شهيد، والمرأة تموت بجمع فهو شهيد”.
الزهد والورع
كان أبو سعيد الخدري من الزاهدين في الدنيا، وكان لا يحرص على جمع المال، وكان متواضعًا لا يتكبر على أحد، وكان لا يأكل إلا الحلال.
كان أبو سعيد الخدري يراقب الله في أقواله وأفعاله، وكان يتحرى الحلال ويبتعد عن الشبهات، وكان لا يأكل إلا ما يقتات به، وكان يلبس ما وجد.
ومن شواهد زهده وورعه ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يزال الناس بخير ما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وإذا فعلوا بخلاف ذلك فأولئك شر خلق الله، ولا تزال أمتي بخير ما لم يتنافسوا في الدنيا، وإذا فعلوا بخلاف ذلك فأولئك شر خلق الله”.
الكرم والجود
كان أبو سعيد الخدري من الكرماء الأخيار، وكان لا يبخل على المحتاجين بما يملك، وكان يطعم الطعام ويفك العاني.
كان أبو سعيد الخدري يكرم ضيوفه ويحسن وفادتهم، وكان يقدم لهم ما يشتهون، وكان لا يرد سائلًا أبدًا.
ومن شواهد كرمه وجوده ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من تصدق على مسكين صدقة من حلال كتب الله بها سبعمائة ضعف، ومن تصدق على ذي رحم محرم فكأنما تصدق بها على مائة ألف وأربعين ألفًا، ومن تصدق بها على ذي حاجة فكأنما تصدق بها على مائة ألف وأربعين ألفًا ومن تصدق بها على ابن سبيل فكأنما تصدق بها على مائة ألف وأربعين ألفًا، ومن تصدق بها على عبد مملوك وكان عنده مدبرًا، فكأنما أعتق رقبة مؤمنة، ومن تصدق بها على عبد مملوك لم يكن عنده مدبرًا، فكأنما أعتق بها رقبة مؤمنة، ومن تصدق بها على سيد للعبد، فكأنما تصدق بها على مائة ألف وأربعين ألفًا”.
الحلم والصبر
كان أبو سعيد الخدري من الحليمين الصابرين، وكان لا يغضب لأحد، وكان يتحمل الأذى ولا ينتقم ممن ظلمه.
كان أبو سعيد الخدري يصبر على المصائب والشدائد، وكان لا يجزع من الفقر ولا من المرض، وكان يدعو الله ويرضى بقضائه وقدره.
ومن شواهد حلمه وصبره ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الصبر ثلاثة: صبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية”.
الوفاء والعهد
كان أبو سعيد الخدري من الوفاء بالعهد، وكان لا يخلف وعده أبدًا، وكان يفي بعهوده وعهوده.
كان أبو سعيد الخدري يحرص على الوفاء بعهوده وعهوده، وكان يرى أن نقض العهد من أقبح الأخلاق.
ومن شواهد وفائه بالعهد ما رواه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الوفاء بعهد الله حق على كل مسلم”.
الخاتمة
وبهذا نكون قد تعرفنا على بعض صفات الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو نموذج يحتذى به في الدين والأخلاق، فنسأل الله أن يجعلنا من الصادقين الأمناء، وأن يمنحنا العلم والعبادة، وأن يوفقنا للشجاعة والإقدام، وأن ير الرزق في الدنيا والآخرة.